ستلبي نيوم جميع احتياجاتها من المياه بواسطة التحلية باستخدام تقنيات ثورية مستدامة خالية من الكربون، تمدّها الطاقة المتجددة بنسبة 100%. وبما أن هذه العملية تخلف محلولاً ملحياً يمكن الاستفادة منه باستخراج المواد الكيميائية والمعادن عالية القيمة لاستخدامها في الصناعة، فإنها تسعى لاستخدام المعالجة المتكاملة لمياه البحر لاستعادة الموارد (المعروفة بنظام FIRRST)، وهو الأول من نوعه عالمياً. وسيُعاد تدوير مياه الصرف الصحي بنسبة 100% لاستخدامها في الري، لذا فإن نيوم مصممة على استعادة جميع الموارد من مياه الصرف الصحي والجوامد الحيوية والسليلوز والغازات الحيوية والمغذيات والحصى، من أجل استخدامها في الطاقة والبناء والزراعة وتنسيق الحدائق.
ولن يقف الأمر هنا، فمياه الصرف الصحي ستُعالج لجمع السِليلوز والمُغذيات والغازات الحيوية والحصى من أجل استخدامها في البناء والزراعة والصناعة وتنسيق الحدائق. كما سيُعاد تدوير مجاري مياه الأمطار الموسمية عبر تقنية الأرض الرطبة وطرق التدوير الأخرى.
ستبتكر نيوم عمليات تحلية المياه من خلال تقنيات ثورية ومستدامة تعمل بالطاقة المتجددة. كما تتفرّد نيوم بابتكاراتها في هذا المجال، فمحطة التحلية المستدامة، والتي ستعمل ضمن منشأة ضخمة متكاملة لمعالجة المياه المالحة، ستوفر لنيوم كميات كافية من المياه باستخدام الطاقة المتجددة وتقنية أغشية التناضح العكسي الجديدة عالية الاسترداد، إذ تهدف إلى تزويد منطقة نيوم بأكملها لمدة 10 سنوات، مما يتيح لهذه الابتكارات استرداد أكثر من 60%، بل وستعالج ما يصل إلى مليون متر مكعب من المياه يومياً.
ستقدم نيوم لسكانها وزوارها وللعالم أجمع هدية ثمينة، وهي الماء العذب النظيف بكميات كبيرة وبتكلفة منخفضة، وذلك عبر معالجة المياه المالحة التي هي من صميم الاقتصاد الدائري للمياه في نيوم، إذ تحوّل المحطات المنتجات الثانوية لتحلية مياه البحر إلى مواد كيميائية ومعادن ذات قيمة عالية للاستخدام الصناعي والزراعي. كما ستنشئ نيوم وتشغّل محطة متطورة لجمع ومعالجة المياه المالحة ليتكامل دورها مع منشأة تحلية المياه، وفي الوقت ذاته، ستُجرَى الأبحاث المتطورة لاكتشاف تقنيات جديدة ومنتجات قيّمة في هذا القطاع.
يزداد الطلب على مياه الشرب بتزايد عدد السكان، مما يخلق ضغطاً هائلاً على الموارد المائية، خاصة حين تكون شحيحة. ولإيجاد حل لهذا التحدي، ستبني نيوم خزانات مياه صالحة للشرب قادرة على تلبية قرابة 5 أيام من الطلب عبر شبكة مياه نيوم الذكية، إذ ستكون معظم هذه الخزانات هياكل خرسانية هائلة بسعة تخزين تزيد عن 100,000م3 لتوفير مياه شرب آمنة عالية الجودة عند الطلب.
تكفل هذه العملية تزويداً شاملاً بالمياه لجميع مناطق نيوم من الساحل إلى الصحراء، من خلال شبكة طولها 600 كم من أنابيب الصُلب الكربوني والصمامات والمعدات والمرافق وقنوات الأنابيب. وبحلول عام 2024م، ستُشغّل تقريباً ما يصل إلى 20 محطة ضخ، وستُبنى 6 خزانات مياه رئيسية على مدى أربع سنوات قادمة، لتحقيق سعة تخزين إجمالية تبلغ 6,000,000م3.
تعمل استراتيجية إدارة نيوم للمياه المستدامة والمبتكرة على جمع ومعالجة مياه الصرف وإعادة استخدامها بنسبة 100%، وذلك عبر شبكة ذكية لجمع مياه الصرف الصحي، بتغطية مماثلة لمرافق إعادة التدوير، ستعالج قرابة 250,000م3 من المياه يومياً، داخل محطات مستدامة وذات كفاءة عالية لإعادة تدوير المياه واستعادتها. كما سيُنجَز التجميع الشبكي بنسبة 100% عبر 2,500 كم من الشبكات الذكية لجمع مياه الصرف الصحي، مع تغطية مماثلة للشبكات الذكية لتدوير المياه.
تُعد عمليات استرداد الموارد وإعادة تدويرها واستخدامها من ضمن الاقتصاد الدائري لنيوم الذي يقوم بتحويل هذه الموارد إلى طاقات نظيفة. وتتضح بعض الأمثلة على ذلك في استعادة المخلفات الصلبة الحيوية الغنية بالمغذيات كونها منتجاً ثانوياً تخلفه معالجة مياه الصرف الصحي، وذلك للاستفادة منه في الاستخدامات الزراعية والطاقة، مُتمثلة في حصاد الأسمدة عالية الجودة والتقاط الغاز الحيوي وتحويله إلى طاقة كهربائية، مع تطبيق أفضل الممارسات لبيئة مستدامة.
